بحسب العديد من المصادر فإن إدارة برشلونة بقيادة بارتوميو قد أقتربت كثيرًا من التوقيع مع البوسني “ميراليم بيانيتش” لاعب وسط يوفينتوس الإيطالي وذلك بالمبادلة مع لاعب وسط البلوجرانا البرازيلي “أرتور ميلو”.
على الرغم من قيمة بيانيتش الفنية وما يمتلكه من قدرات إلا أن الصفقة تبدو غريبة نوعًا ما، فهناك العديد من الأسئلة التي تحوم حول تلك الصفقة الغير مفهومة بشكل جدي، أبرز تلك الأسئلة ستكون من نوعية، ما سبب جلب بيانيتش وما مدى استفادة برشلونة منه؟ وكيف تقوم إدارة برشلونة بجلب وانتداب اللاعبين خلال الأونة الأخيرة؟
كيف تدار الصفقات؟
هل سألت نفسك في مرة ما هي الآلية التي تتبعها إدارة برشلونة أو دعنا نقول تحديدًا إدارة بارتوميو في تقييم الصفقات التي يريد جلبها لفريقه وكيف يعرفون معرفة ما يريده الفريق من تدعيمات وما سيفيده وما هي أهم المراكز التي يريدها المدير الفني للفريق؟، هل تلك الآلية هي آلية مالية بحيث أن النادي يقوم بعمل صفقات باهظة الثمن أو رخصية الثمن، أم أنها آلية بناء على رؤية إحصائية أو فنية من المدير الرياضي والمسئولين عن التعاقدات مثلًا أم ماذا؟
هل سألت نفسك يومًا، هل بارتوميو وإدارته والمسئولين عن التعاقدات في برشلونة يقومون بالاجتماع مع المدرب ومعرفة أبرز الأماكن في تشكيلته التي يريد فيها لاعبين جدد وما هي متطلباته، أم أن التعاقدات تأتي أولًا من وجهة نظرهم ثم على المدرب أن يقوم بالتكيف معها في خطته؟! وهل هناك أشياء أخرى يقيمون عليها الصفقات غير الطريقة التي يقيم بها المدرب إحتياجاته؟ بالطبع ما رأيناه من مردود الصفقات الأخيرة يوصلنا إلى الإجابة المثالية بأسرع الطرق.
ماذا عن تجربة كوتينيو وجريزمان؟
الطبيعي أنه عندما ترى إدارة ناد ما تقوم بعقد صفقة ما، تقوم أنت بالرجوع إلى الصفقات السابقة التي أتمتها تلك الإدارة لمعرفة مدى جودتها، والآن في حالة برشلونة علينا الرجوع إلى أهم صفقتين وأغلى صفقتين تمتا في عهد بارتوميو وهي صفقتي “فيليبي كوتينيو وأنطوان جريزمان”.
بالطبع الحديث عن صفقة كوتينيو لا يتطلب منا الكثير من الحديث وذلك ببساطة لأنه الآن خارج النادي تمامًا، فبعد كل هذه الآمال والتطلعات التي أتى بها وجدوا أنه لا مكان له داخل تشكيلة الفريق! وبالتالي من الأفضل إخراجه من النادي وليبحث عن ناد آخر يحقق فيه أحلامه، هكذا تم الأمر بكل بساطة بكل كل الشد والجذب الذي حدث في صفقته.
ثم تعاد الكَرة مرة أخرى وتقوم الإدارة بالتعاقد مع جريزمان من أتلتيكو مدريد بمبلغ كبير، وهي التي في الأساس تريده بديلًا أو مساعدًا للويس سواريز في مهمة الهجوم، لكن يلا المفاجأة جريزمان لا يصلح أن يجلس إحتياطي وطريقة لعب برشلونة لا تناسه! حسنًا فلنضعه في مركز غير مركزه وننتظر منه أن يتألق ويبدع ويخرج كل مواهبه التي رأيناها مع أتلتيكو مدريد ومن قبل مع ريال سوسيداد!
والنتيجة النهائية كما نرى الآن، جريزمان حتى اللحظة ما زال يحاول التأقلم مع الفريق وطريقته وأسلوبه ويحاول أن يقدم لهم ما كان يقدمه سابقًا مع فرقه المختلفة، لكن حتى الآن لم نر سوى جزءًا يسيرًا مما يمتلكه الفرنسي.
الان الإدارة تريد إحضار بيانيتش وهو الذي أكبر عمرًا من أرتور ولديهم تُخمة في وسط الملعب ولديهم لاعبين صغار صاعدين وصفقات ما زالت جديدة مثل ريكي بويج وفرينكي دي يونج ويريد هؤلاء أخذ فرصتهم الكاملة، فمن أين ستأتي الإدارة والمدرب له بالفرصة المناسبة والكافية، أمر معقد أليس كذلك؟!
لماذا الاستغناء عن أرتور؟
أما عن أرتور ميلو الذي سيتم الاستغناء عنه بدون إرادته وهو الذي يريد الاستمرار في برشلونة، لكن على عكس رغبته سوف يتم التبادل بينه وبين بيانيتش، فلماذا إذًا يريدون الاستغناء عنه؟
لا أعتقد أن أرتور لاعبًا ذو إمكانيات متواضعة، فلو كان كذلك لما تم التعاقد معه من الأساس ولا هو كبيرًا في العمر حتى يتم الاستغناء عنه بعد مشوار طويل معهم.
لذلك قد تجد أكثر من تفسير لهذا الأمر المحير، بعضها إقتصادي والأخر رياضي، فلماذا تستغني إدارة برشلونة عن لاعبًا أتى في الأساس لكي يكون خليفة لأسطورتهم “تشافي هيرنانديز” صحيح أنه ما زال أمامه بعض الوقت لكي يثبت أحقيته من عدمها بهذا الأمر، لكنه على الأقل قدم ما يُثبت بأنه لاعبًا مفيدًا لمنظومة فريق كفريق برشلونة.
هل حضور بيانيتش سيكون مؤثرًا بشكل أكبر من تواجد أرتور في وسط ملعب الفريق؟!، هل سيتم حقًا الاستغناء عن دي يونج أو سيرجيو بوسكيتس وإجلاس أحدهما على الدكة من أجل بيانيتش؟ لا أعتقد.
أسئلة كثيرة لا تنتهي حول صفقة انتقال بينايتش إلى برشلونة، أتمنى أن نجد لها إجابة بعدما نراه يرتدي قميص الفريق ويبدأ في الإنخراط معهم في اللعب.