تلقى فريق برشلونة بالأمس هزيمة موجعة وثقيلة جدًا لم تحدث من قبل في تاريخه ببطولة دوري أبطال أوروبا، بعدما وقع فريسة للعملاق البافاري بايرن ميونيخ الذي انتصر عليه بثمانية أهداف مقابل هدفين في دور الثمانية.
المباراة شهدت تراجعًا كبيرًا من جانب فريق برشلونة والذي يبدو وأن كل مشاكل الموسم قد تجمعت دفعة واحدة في تلك المباراة لتخرج أسوأ ما في الفريق ليكون الخروج من الباب الضيق مصيرهم بكل الأزمات الإدارية والفنية التي مروا بها ليس فقط هذا الموسم وإنما من مواسم أخرى ماضية.
ولأن مباراة كتلك لا يجب أن تمر مرور الكرام أقدم إليكم تحليل تلك المواجهة وكيف تفوق وانتصر البايرن بهذا الشكل الكبير على خصمه الإسباني.
وضح منذ بداية اللقاء أن هناك فارقًا فنيًا وبدنيًا كبيرًا ما بين الفريقان، بايرن ميونيخ يضغط بقوة في مناطق برشلونة، لا يترك متنفسًا لهم ليخرجوا بالكرة بأريحية، الدفاع متقدم للغاية والخطوط متقاربة وضاغطة على كل لاعبي برشلونة بلا استثناء.


لكن لا ننسى أن مع كل هذه القوة المفرطة من بايرن وضغطه القوي إلا أن الهفوات كانت حاضرة وموجودة في ظل تقدم خط الدفاع للأمام ومع التقدم الكبير للظهيرين “كيميتش وديفيز”، فاستغل فريق برشلونة المساحات الفارغة لهذا التقدم وبدأوا بلعب الكرة للويس سواريز خلف ظهر الدفاع البافاري.


خروج الظهيرين “كيميتش وديفيز” للأمام كان من شأنه الحد من تقدم الظهيرين المقابلين لهما “سيميدو وألبا”، فالضغط على أظهرة برشلونة بامتلاك الكرة والهجوم المتواصل كان من شأنه إلغاء وجودهما هجوميًا بشكل كبير فلم نراهما تقريبًا في أي لقطة هجومية على دفاع البايرن.

تحركات “ديفيد ألبا” تحديدًا وصعوده لمساعدة “ديفيز” في الهجوم بالجبهة اليسرى مثلت ضغطًا هائلًا على “سيميدو”، الظهير البرتغالي كان في موقف لا يحسد عليه بسبب وجود الثنائي في جبهته بالإضافة إلى تبادل “بيريسيتش” و”جنابري” على جبهته مما شكل ثقلًا عليه.


بلا شك فإن الفروق الفردية ما بين الفريقان كانت هي كلمة الفصل في المباراة، فرأينا في أكثر من لقطة كيف أن لاعبي بايرن ميونيخ يقومون بالتفوق فرديًا على لاعبي برشلونة سواء في لاعبي الدفاع أو الهجوم، ويكفي أيضًا سرعة البديهة التي لدى لاعبي البافاري في إقتناص الفرص مع التحركات الذكية الذي سبب ضررًا كبيرًا لدفاعات برشلونة.

بايرن ميونيخ كان يعرف بأن دفاع برشلونة يهتز كثيرًا عند الضغط عليه، لذلك قرر فليك فعليًا أن يهاجم بأربعة لاعبين دفعة واحدة للضغط عليهم، لذلك كنا نرى إرتباكًا كبيرًا وواضحًا على دفاعات برشلونة كما أن الكرة كان يتم خطفها سريعًا في مناطق برشلونة بسبب هذا الكم الهائل من الضغط.

قد يكون الجميع منتظر من “ليفاندوفيسكي” تسجيل حفنة من الأهداف، لكن المهاجم البولندي كان لديه مهام أخرى للقيام بها أمس، حيث أن ليفا لم يكتف بالوقوف داخل منطقة الجزاء وانتظار وصول الكرة إليه، لكن كان مطالب بالتحرك على الطرف الأيمن من أجل خلخلة الدفاع البرشلوني ولكي تكون الفرصة سانحة لزملاؤه بالدخول في المنطقة والتسديد على مرمى شتيجن.

رقابة برشلونة وتدخلاتهم كانت في أسوأ مستوياتها أمس، الرقابة سواء على لاعبي الوسط والتدخلات عليهم كانت ضعيفة ولذلك تفوق وسط وهجوم البايرن عليهم بل كان يدخلون في عمق الملعب ويصلون إلى المرمى دون أي مضايقة من لاعبي برشلونة.

في النهاية، تعتبر هذه المباراة درس للاعبي برشلونة ومجلس إدارتهم وكيف أن التراكمات الكثيرة من المشاكل والأزمات التي يتم غض الطرف عنها سوف تؤل في النهاية إلى حدث أمر كارثي وقد كان.